الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • تفوّق سوري في أولمبياد "إلبرتو كوتو" للرياضيات الذهنية

  • من قلب المعاناة والنزوح السوري استطاع الطفل "جاد بيوش" الظفر ببطولات ومسابقات دولية في الرياضيات الذهنية
تفوّق سوري في أولمبياد
/ تعبيرية الطفلان جاد ومحمد بيوش المتفوقان في الرياضيات الذهنية

تمكّن الطفل السوري جاد بيوش المقيم في ريف إدلب من إحراز المركز الأول للرياضيات الذهنية في أولمبياد "إلبرتو كوتو" في إسبانيا، متفوقاً على متسابقين من 200 دولة.

واستطاع الطفل، ذو الـ 7 سنوات، الظفر ببطولة تايوان الدولية في المجال ذاته، كأصغر مشارك في المسابقة، عن مركز آيلتس الواقع في مدينة القامشلي، والذي بات مصدراً لصناعة الذكاء الرياضي لدى عدد كبير من الأطفال السوريين.

وحول عمل المركز والمسابقات التي يخوضها المشتركون السوريون، تحدثت الدكتورة روضة بشير المكطف، لـ "ليفانت نيوز"، وهي المسؤولة عن عمل المركز وتأهيل المتسابقين فيه، أن "مركز آيلتس، موجود بأكثر من فرع ضمن سوريا، حوالي 13 فرعاً حضورياً، بالإضافة إلى وكلاء حصريين بدول أوروبا، وكذلك في دول أمريكا الشمالية، إضافة إلى كندا".

وتضيف المكطف، أنّ المركز لديه "ترخيص في عدد من الدول الأوربية، مثل السويد وألمانيا وهولندا، ولدينا طموح بالتوسع لنصل إلى مانشتسر في بريطانيا، وفرنسا وبلغاريا". مبيناً أن "نشاطاتهم تركز على القدرات الذهنية للأطفال، من خلال تعليمهم اللغة الانجليزية بطريقة مبتكرة، ثم الانتقال نحو العمليات الحسابية الذهنية".

المسابقات العربية والقارية

وفي اتصال لـ"ليفانت نيوز" مع الدكتورة المكطف، روت لنا مشاركة المركز في عدد من البطولات، كانت البداية عام 2018 في البطولة العربية للحساب الذهني التي أقيمت بالمغرب، وفيها تم تحطيم الرقم القياسي العالمي بجمع الآحاد، حيث جمع أحد المشاركين من المركز 150 رقم آحاد بسرعة صفر فاصلة صفر سبعة أجزاء من الثانية.

اقرأ المزيد: أسعار خيالية للتعليم الخاص في سوريا.. والأهالي في حيرة من أمرهم

وتابعت: "في عام 2019 حصلنا على البطولة العربية للحساب الذهني في الجزائر. وفي العالم التالي 2020 حصلنا على بطولة العالم بالحساب الذهني في جمهورية مصر العربية. وفي عام 2021 حصل المركز على بطولة العالم في تايوان للحساب الذهني"، وفقاً لما ذكرته مسؤولة المركز روضة المكطف.

الطفل المعجزة "جاد بيوش"

تفوق الطفل جاد بيوش، الذي لم يتجاوز الـ 7 من عمره، على الحياة الصعبة التي يعيشها مع أقرانه من الأطفال في الشمال السوري، وتحديداً في محافظة إدلب، بعد أن هُجر مع عائلته من بلدته كفر نبل عدة مرات ليستقر بهم الحال في بلدة الدانا في الريف الشمالي من إدلب.

وكان الطفل بيوش، قد حاز على بطولة أوروبا في الحساب الذهني لعام 2021، التي أقيمت في ألمانيا.

يشار إلى أن الطفل السوري “جاد البيوش”، سبق له أن فاز بالمركز الأول على مستوى العالم ضمن تايوان الدولية لـ"السوربان"، مطلع العام الجاري 2022. وكان أصغر طفل مشارك بين 7 حتى 9 سنوات، حسب الأعمار التي حددتها الجهة المنظمة.

إضافة إلى مشاركته في أولمبياد "إلبرتو كوتو" في إسبانيا، وحاز فيها على المركز الأول، متفوقاً على متسابقين من أكثر من 200 دولة.

وعلى الرغم من أن المسابقات باللغة الإنجليزية، استطاع الطفل "جاد بيوش" تجاوز التحديات والتغلب على عامل اللغة، من خلال مساعدة والدته التي تحمل شهادة جامعية في الأدب الفرنسي، وكذلك والده مجاز في كلية الحقوق بجامعة حلب.

حيث تقول عنه الدكتورة روضة، بأنه خارق جداً، وعبقري بكل ما تعنيه الكلمة، وهو أسرع طفل حتى الآن في عملية ضرب 3 أرقام برقم واحد. وتضيف أن جاد، متقن لكافة العمليات الحسابية، وتجاوز ستة مستويات في الحساب الذهني، بما فيها الجمع والطرح، وكذلك الطرح المركب بأرقام كبيرة جداً.

تجاوز التحديات

ويروي لنا والد جاد، الحقوقي مازن بيوش، وهو موظف سابق في دائرة الزراعة في بلدة "كفرنبل" الصعوبات التي تعرضت لها أسرته أثناء نزوحهم الداخلي من بلدتهم "كفرنبل" إلى بلدة أخرى في ريف إدلب. مبيناً أنه وزوجته لم يبخلا على ابنهما جاد في تأهيله العلمي، رغم الظروف المعيشية التي يعانون منها بسبب ندرة العمل ومستوى التعليم المتدني والقصف الذي تتعرض له المنطقة بين الحين والآخر، إلاّ أنهما وضعا كل تلك التحديات جانباً، ليتمكن ابنهما جاد من التفوق وإحراز البطولة تلو الأخرى لبلده سوريا، وذلك بجهود ذاتية وحثيثة منهما دون أي مساعدة من جهات أخرى.

اقرأ أيضاً: 4 أطفال.. ضحايا القصف الروسي على بلدة معرة النعسان في ريف إدلب 

ولم تخفِ السيدة روضة المكطف، مدربة جاد، إعجابها بالمستوى الذي يقدمه وتفوقه المتميز، حيث أشارت أنه سيكون متقن للحساب الذهبي بشكل يفوق التصورات، وبدأت تظهر النتائج من خلاله التدريبات والأرقام التي يحققها وهو في هذا العمر الصغير.

خليفة جاد

وفي ردِّها على سؤال "ليفانت نيوز"، حول تفوق الطفل الآخر، محمد بيوش، المقيم في المملكة العربية السعودية، والذي يتدرب في مركز آيلتس عن بعد، تقول مديرة المركز: "أرى أنه خليفة "جاد" فهو عبقري ويفكر بطريقة تساعده على تجاوز المستويات التي يتدربون عليها في المركز"، مضيفةً أنّه خلال عشرة أيام استطاع الانتقال من المستوى الأول إلى الثالث وبسرعة مذهلة. وتصفه بالعبقري والذكي جداً، على الرغم في سنه الصغير، وهو لم يدخل المدرسة لكنه بارع جداً.

وتفيدنا المدربة، بأن الطفل محمد بيوش، أكمل مهارات الجمع والطرح، وبدأ يتعلم عملية الضرب الحسابي، وبتقنيات عالية جداً وعلى مرحلتين، أحدها يكون على الورق والآخر عبر التطبيقات الإلكترونية التي تحدد لكل طفل متدرب زمناً محدداً للإجابة.

وبحسب المكطف، يقوم المركز بتدريب الأطفال المشتركين معه، لتجاوز أي عملية خلال أجزاء من الثانية، والمدرب معني بتحديد الزمن للطالب. وبالنسبة لـ "محمد" يتم تدريبه بالإجابة على عمليات الجمع، بسرعة نصف ثانية لكل رقم.

وأوضح والد الطفل محمد، أثناء اتصال "ليفانت" معه، أن ابنه ما يزال في مرحلة التعلم ولم يخض أي بطولة، وبأنَّ والديه اكتشفا قدرته على حفظ الأعداد مذ كان في عمر 4 سنوات، فقد كان يجيب على الأسئلة التي يوجهها والديه لأخته قبل أن تجيب هي.

ليفانت - خاص 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!